*****************************
القصيدة:
إيه يا راكضا خلف بدء الهروب
خلف أغنية
هرّبت من شفاه طفولتك المتعبهْ
نسيتك الطيور
و طارت بريشاتها معجبهْ
لم يكن غير حلم بدا و اختفى
لم يكن غير شيء
من البرق في عتمات الدجى
لم يكن غير خيط من الوهم في كهفنا
لم يكن .. لم يكن .. آه ما أكذبهْ
مخطئ أنت يا صاحبي
عدت لا شيء بين يديك
سوى وجهك المحتمي باصفرار الخريف
عدت لاشيء بين يديك
سوى بعض هذي الرؤى المحجبه
عدت تبحث عن بعض نفسك في حينا
غير أن المحطات في حينا مرعبه
عدت لا شيء إلا انكساراتنا
عدت يغمرك الحزن و الفرح المصطنعْ
عدت في موكب للهموم
يسيجك الحرف هذا الغمامُ
أما آن للغيم أن ينقشعْ ؟
ممتع أن نلبي الهوى صاحبي
أن نقاسمهم ذرة الفرح المختفي
غير أن المنى تمتنع
ممتع أن نغني لهم
و أن نزرع الورد في كفهم
ممتع أن نطير معا
غير أنَا بسهم نقع ..
أقسم الآن ألا مكان بقلبي
لأي العصافير أي الرفاقْ
وأن الذي
كان في مهجتي
لم يعد مستعدا لأي اشتياق
إيه يا أنت يا أيها البدء
يا أيها الانتهاء
إيه يا طائرا لم يطرْ
الشفاه التي أنشدتك اختفت
و الشموس التي أدفأتك
انحنى ضوؤها فانكسرْ
إيه يا طائر السعد
يا أيها الحلم ..يا نقطة البدء
يا رحلة من نواح
مجرم كل من يرتدي حبنا معطفا
ثم يرمي به عرضة للرياحْ
مجرم إيه يا صاحبي
كل من يرتوي من هوى الأبرياء
و يسرق منهم طفولتهم
ثم يوهمهم باقتراب الصباحْ
مجرم كل من يدعي عشقنا
ثم يقضي على روضنا زهرة زهرة …
آه يا زهرة ريها من جراحْ
غربة كل هذي الوجوه
غربة هي هذي الأزقة
مفزعة كل هذي الدروبْ
ضيق هو هذا المدى
طافح بالرماح
فارتحل صاحبي ارتحل
غاية الحب أن يصلب الحب في مهده
فارتحل صاحبي ارتحل حبنا ها هنا مستباح
حبنا ها هنا مستباح ….
مجلة القافلة ( السعودية ) عدد أكتوبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق