الجانب المشرق في مصر
***********************(1)
مصر الأم التي دوما تعطينا الجانب المشرق للحياة رغم أحزانها و أوجاعها و ألامها
وبرغم كل ما تعانيه دوما تأتي إلينا بوجه صبوح يحمل لنا كل بشائر الأمل و يعلن أن ما زالت هناك قلوب بيضاء طيبة و أماكن تحمل عبق الماضي الجميل والحاضر بكل ما فيه والمستقبل لنتمني أن يكون دوما هو الأفضل و لينادينا كل هذا لنذهب إليه أو يأتي هو إلينا وقد كان هذا في يوم 2016/1/4 العيد القومي لمحافظة كفر الشيخ .
حيث قمنا برحلتنا كجمعيات ثقافية إلي احدي زيارة بعض المدن أو القري في محافظة كفر الشيخ و خاصة ( سخا - مدينة فوة - وقصر ثقافة نادي أدب فوة ) .
وكان لكل منهم تميزه وتذوقه حيث أنك تشعر عند زيارتك للمكان أنه جزء منك لا يتجزء شعرت عندما رأيت كل هذه الأمكنة أني أري مصر بأكملها بكل شوارعها وحارتها و كل قطرة من نيلها و كأن كل هذا تجمع في هذه الأمكنة رأيت وجوه ونفس طيبة للغاية حتى الأطفال عندما رأيتهم شعرت أني أري رجال بالفعل .
كان احساسي وشعوري بالمكان غير عادي لدرجة أني شعرت بشيء ما يربطني بهذه الأمكنة ولا أحب أن أغادرها لا أعرف ما هو هذا الحنين وهذا الحب الذي أحتواني هناك فالنتابع سويا لعلكم تستطيعون معرفة شيء ما لعلي أهتدي لمعرفة هذا الشعور فالنبدأ الرحلة سويا علي متن سفينة أفكاري وكلماتي ومشاعري .
بدأت رحلتنا في مدينة سخا أو ( بي أخا) وبيخا تعني قدم المسيح علي ما أعتقد والذي طبع علي حجر في نفس المكان .
وكان برفقتنا رجال الأمن لتأمين الرحلة وكل واحد منهم كان يعلن في تصرفاته و في أداء واجبهم أنهم أبناء هذه البلد الطيبة أنهم هم أبناء مصر بالفعل وكانت تصرفاته غاية في قمة الشجاعة والذوق والأدب مع الصغير والكبير هؤلاء أعلنوا أن مصر سوف تكون دوما بخير و أن فيها من يحبها بصدق و يريد أن يحميها و يدافع عنها بكل ما هو عزيز وغالي وليعلنوا أيضا أن كل مهنة فيها الصالح والطالح وفيها الجيد والسيء فتحية لكل قلب منهم يحمل في قلبه حب هذه البلد بصدق و يريد أن يحميها بصدق و يريد أن يعطيها بلا حدود .
ولنعود لرحلتنا مع مدينة سخا وهناك كان القس ميتياس في أستقبالنا عند زيارتنا لكنيسة السيدة العذراء مريم وقام بأصطحابنا داخل الكنيسة وبدأ يشرح لنا كل صغيرة وكبيرة عن تاريخ الكنيسة وما مرت به من فن معماري متاحف و نبذة عن رحلة العائلة المقدسة وكيف كانت حتي أستقرت لتستريح في هذا المكان ولذلك بنيت هذه الكنيسة هنا في نفس المكان بركة وتيمن آثر هذه العائلة المقدسة وشرح لنا الرسومات القديمة و المتحف المعماري الصغير داخل الكنيسة الذي مر بثلاثة عصور وما زال كما هو علي حاله منذ القدم و المتحف الذي كان يضم بداخله الكأس و قصة الفضة والنحاس ووجود الأنجيل داخل المتحف و دف أو دفوف الصلاة النحاسية ومكان البخور و قام بشرح العديد والعديد وكان رحب الصدر وواسع الآفق إلي كل سؤال كنا نسأله إياه و أجاب علي كل الأسئلة الموجه إليه و خاصة عندما قمت بسؤاله الأول هل كل بناء المتحف الذي يوجد بداخل الكنيسة عبر العقود الثلاثة لم يتغير ولم يضيف عليه أي شيء من الأشياء ؟
أجاب بنعم الا الرخام المحاط به المتحف يعتبر جديد .
وعندما قمت بسؤاله ثانية ما سر الأصرار علي وجود الشموع داخل الكنيسة ؟
أجاب أن الشموع رمز العطاء و التضحية حيث أنها تحترق من أجل أن تنير وتعطي الأمل للأخرين و قام بتقديم الحلوي والشاي لكل المتواجدين داخل الكنيسة وبعد ذلك الكل ودعنا في ود وترحاب لا مثيل له .
(2)
أما الجانب المشرق من كل النواحي في مدينة فوة هذه المدينة الساحرة التي تسمع صوت ندائها إليك لتجعلك دوما منبهر بكل ما فيها كنا في التكية الخلوتية وكان بصحبتنا فنانين ودارسين ومهتمين ومحبين للأثار و كان كل واحد منهم يشرح لنا بأسلوبه المتميز الراقي وود منقطع النظير فكانت التكية الخلوتية ليس فقط للمشايخ والدراويش و أصحاب الطرق الصوفية بل كانت مجمع لكل العالم عندما يأتي إليها التجار والعلماء وكانت تتميز بالتواصل الفكري والعلمي بين الجميع إنها تحفة فنية بالفعل وشرحوا لنا الخشب المنجور الموجود في هذه التكية ولمسات التقوية و قوة التحمل نعم بالحق هو مكان يحمل عبق التاريخ ويحمل كل المعاني الجميلة التي كانت موجودة في هذا المكان .
لكن كان أجمل الأشياء و أجمل الجوانب المشرقة والعالية والغالية في مدينة فوة هذا المسجد الرائع الذي يحمل كل معاني الأصالة سواء في ما يحمله من أسم أو معني أو وجود أثار عديدة تشهد علي كل العصور بداخله وتسجل أروع الأشياء عبر صفحات التاريخ حيث دخلنا المسجد شعرت فيه بأجلال وحب وقلب خاضع خاشع وهدوء نفسي غير عادي إنه مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي و أقيم هذا المسجد مكان الخلوة التي كان يقيم بها سيدي عبد الرحيم القنائي أثناء زيارته للعالم أبو النجاه سالم .
و تيمنا بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا.
وتميز هذا المسجد أيضا بوجود عدة أعمدة آثرية من قرون وعصور مختلفة .
ويوجد أيضا بها ساعة كبيرة وكانت اهداء من محمد علي للمسجد و كانت هذه من ضمن سبع ساعات جاؤو إليه كهدية من احدي البلاد الأوربية و ما زالت هذه الساعة تعمل إلي هذا اليوم .
وكان هناك تجويف بداخل المسجد في جدار القبلة وكان بالقرب منه باب صغير تحت المنبر مباشرة وقالوا أنه صمم خصيصا للوالي أو الحاكم حيث كان يعتبر باب سري ملاصق لبيته حيث يخرج منه بأمان ليئم المصلين أنذاك .
و كان ما ميز كل هذا عبارة مضيئة قد قرأتها كانت منقوشة داخل المسجد علي احدي جدرانه الا وهي ( أشغل الفكر بكثر الذكر أشغل الإنتظار بكثرة الأستغفار).
( 3)
قد وقفت مندهشة أمام تحفة فنية بحق من كل النواحي سواء في الفن المعماري الهندسي أو في موقع المكان وروعة و أردت الدخول لأري المكان بالداخل و بالفعل قد كان كلما تجولت في أروقة المكان زادت حيرتي ودهشتي من هذا الفن المعماري الرائع حيث أني ظننت أنه من تصميم أحدي المهنسين الأيطاليين وبالفعل سألت من كان معنا من المسؤلين عن المعلومات الآثرية هذا السؤال هل هو تصميم مهندس أيطالي قال لي لا أنه تصميم العامل المصري القديم الذي رغم فقرة و أحتياجاته كان عاشق للفن المعماري و لكل الفنون المتميزة كان روعة ما رأيت بها عدة طوابق و غرف كثيرة و مشربيات في كل مكان حيث شعرت أني أمام فيل سينمائي قديم أو أني في رحلة مع الخيال العلمي كانت سلالم المكان ليست عادية بل من نوع متميز جدا جدا من الأخشاب وكلها سلالم بلا فواصل أو بسطات كما نقول مهما شرحت لا أستطيع وصف هذا المكان ولابد أن تروه علي الطبعية أنه مكان يؤكد علي مكانة هذه المدينة التجارية وليست فقط علي المستوي المحلي بل علي المستوي العالمي .
وتميز هذا المكان أيضا أنه كان الطابق الأول منه يستخدم مجلس للتجار الوطنيين والأجانب و يستخدم كمخازن والطوابق الأخري تستخدم كسكن .
أما النظر إلي النهر من هذا المكان من الأعلي فهو السحر بعينه والروعة حيث كنت أتمني أن يظل هذا المكان واسع الآفاق دون حصار لكل من حوله شعرت أن المكان برغم تاريخة وقيمة و موقعه المتميز كان يريد أن يكون حرا طليقا ليكونا هو والنهر فقط دون سجنه بين البناءات هناك أنه ربع الخطايبة الذي يحمل تاريخ داخل التاريخ
ويحمل كل الجوانب المشرقة .
( 4)
وكان لابد لنا أن ننهي رحلتنا القصيرة الممتعة المتميزة بكل ما فيها بشيء أكثر جمالا وتألق وروعة و كان أخر مطاف رحلتنا بعد كل هذا وبعد أن سرنا بعض الشيء علي ضفاف النهر الذي رأيت فيه كل أسطورات الحب وكأن أيزيس جاءت لتستقبلنا ولتودعنا في آن واحد فنظرت إلي وجهها في مياه النهر وقلت لها لابد لنا من الرحيل ولكن وعدا منا العودة إلي هذه المدينة الساحرة مرة آخري .
وكان اللقاء الذي يحمل كل معاني الود والأحترام والتقدير المتبادل في مقابلة كل من كان متواجد في قصر ثقافة أدب نادي فوة وكانت ختام الرحلة في الكلمات الجميلة أثناء أقامة الندوة الشعرية التي قمنا بها هناك و كان علي المنصة ثلاثة رجال يديرون الندوة بحب ووفاء منقطع النظير .
كان لوجود الشاعر المتميز الأستاذ حمدي علي الدين مشرف النادي تألق غير عادي حيث فضل أن يعطي أدارة الندوة للأستاذ الشاعر الكبير الأستاذ محمد علي عبد العال رئيس رابطة الأدب الحديث (أبوللو ).
وكان يجلس معهم إنسان تميز بطيبة قلبه وتعامله الغاية في الأدب و حب الجميع له الأستاذ نجيب القاضي المسؤول عن الرحلة .
وقد قدم عدد كبير وكوكبة متميزة من الشعراء والأدباء سواء من الجمعيات الثقافية أو من أبناء المكان نفسه كلمات كلها تعلن أن هناك مواهب صغيرة وشابة تريد من يعتني بها و مواهب كبيرة قد وضعت بصمتها الثقافية في العالم الأدبي .
هذه هي رحلتنا و هذا هو الجانب المشرق و شمس الأمل التي دوما تضيء علي وجه أمنا الحبيبة مصر أم الدنيا وأم الحضارات والثقافات وهذه بعض بعض الأمكنة من الجانب المشرق لمحافظة كفر الشيخ . ا
سوسن إسماعيل طنطاوي/ كاتبة صحفية بمجلة النهار المصرية .
عضو رابطة الأدب الحديث ( أبوللو )
عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية لرعاية المواهب .
***********************(1)
مصر الأم التي دوما تعطينا الجانب المشرق للحياة رغم أحزانها و أوجاعها و ألامها
وبرغم كل ما تعانيه دوما تأتي إلينا بوجه صبوح يحمل لنا كل بشائر الأمل و يعلن أن ما زالت هناك قلوب بيضاء طيبة و أماكن تحمل عبق الماضي الجميل والحاضر بكل ما فيه والمستقبل لنتمني أن يكون دوما هو الأفضل و لينادينا كل هذا لنذهب إليه أو يأتي هو إلينا وقد كان هذا في يوم 2016/1/4 العيد القومي لمحافظة كفر الشيخ .
حيث قمنا برحلتنا كجمعيات ثقافية إلي احدي زيارة بعض المدن أو القري في محافظة كفر الشيخ و خاصة ( سخا - مدينة فوة - وقصر ثقافة نادي أدب فوة ) .
وكان لكل منهم تميزه وتذوقه حيث أنك تشعر عند زيارتك للمكان أنه جزء منك لا يتجزء شعرت عندما رأيت كل هذه الأمكنة أني أري مصر بأكملها بكل شوارعها وحارتها و كل قطرة من نيلها و كأن كل هذا تجمع في هذه الأمكنة رأيت وجوه ونفس طيبة للغاية حتى الأطفال عندما رأيتهم شعرت أني أري رجال بالفعل .
كان احساسي وشعوري بالمكان غير عادي لدرجة أني شعرت بشيء ما يربطني بهذه الأمكنة ولا أحب أن أغادرها لا أعرف ما هو هذا الحنين وهذا الحب الذي أحتواني هناك فالنتابع سويا لعلكم تستطيعون معرفة شيء ما لعلي أهتدي لمعرفة هذا الشعور فالنبدأ الرحلة سويا علي متن سفينة أفكاري وكلماتي ومشاعري .
بدأت رحلتنا في مدينة سخا أو ( بي أخا) وبيخا تعني قدم المسيح علي ما أعتقد والذي طبع علي حجر في نفس المكان .
وكان برفقتنا رجال الأمن لتأمين الرحلة وكل واحد منهم كان يعلن في تصرفاته و في أداء واجبهم أنهم أبناء هذه البلد الطيبة أنهم هم أبناء مصر بالفعل وكانت تصرفاته غاية في قمة الشجاعة والذوق والأدب مع الصغير والكبير هؤلاء أعلنوا أن مصر سوف تكون دوما بخير و أن فيها من يحبها بصدق و يريد أن يحميها و يدافع عنها بكل ما هو عزيز وغالي وليعلنوا أيضا أن كل مهنة فيها الصالح والطالح وفيها الجيد والسيء فتحية لكل قلب منهم يحمل في قلبه حب هذه البلد بصدق و يريد أن يحميها بصدق و يريد أن يعطيها بلا حدود .
ولنعود لرحلتنا مع مدينة سخا وهناك كان القس ميتياس في أستقبالنا عند زيارتنا لكنيسة السيدة العذراء مريم وقام بأصطحابنا داخل الكنيسة وبدأ يشرح لنا كل صغيرة وكبيرة عن تاريخ الكنيسة وما مرت به من فن معماري متاحف و نبذة عن رحلة العائلة المقدسة وكيف كانت حتي أستقرت لتستريح في هذا المكان ولذلك بنيت هذه الكنيسة هنا في نفس المكان بركة وتيمن آثر هذه العائلة المقدسة وشرح لنا الرسومات القديمة و المتحف المعماري الصغير داخل الكنيسة الذي مر بثلاثة عصور وما زال كما هو علي حاله منذ القدم و المتحف الذي كان يضم بداخله الكأس و قصة الفضة والنحاس ووجود الأنجيل داخل المتحف و دف أو دفوف الصلاة النحاسية ومكان البخور و قام بشرح العديد والعديد وكان رحب الصدر وواسع الآفق إلي كل سؤال كنا نسأله إياه و أجاب علي كل الأسئلة الموجه إليه و خاصة عندما قمت بسؤاله الأول هل كل بناء المتحف الذي يوجد بداخل الكنيسة عبر العقود الثلاثة لم يتغير ولم يضيف عليه أي شيء من الأشياء ؟
أجاب بنعم الا الرخام المحاط به المتحف يعتبر جديد .
وعندما قمت بسؤاله ثانية ما سر الأصرار علي وجود الشموع داخل الكنيسة ؟
أجاب أن الشموع رمز العطاء و التضحية حيث أنها تحترق من أجل أن تنير وتعطي الأمل للأخرين و قام بتقديم الحلوي والشاي لكل المتواجدين داخل الكنيسة وبعد ذلك الكل ودعنا في ود وترحاب لا مثيل له .
(2)
أما الجانب المشرق من كل النواحي في مدينة فوة هذه المدينة الساحرة التي تسمع صوت ندائها إليك لتجعلك دوما منبهر بكل ما فيها كنا في التكية الخلوتية وكان بصحبتنا فنانين ودارسين ومهتمين ومحبين للأثار و كان كل واحد منهم يشرح لنا بأسلوبه المتميز الراقي وود منقطع النظير فكانت التكية الخلوتية ليس فقط للمشايخ والدراويش و أصحاب الطرق الصوفية بل كانت مجمع لكل العالم عندما يأتي إليها التجار والعلماء وكانت تتميز بالتواصل الفكري والعلمي بين الجميع إنها تحفة فنية بالفعل وشرحوا لنا الخشب المنجور الموجود في هذه التكية ولمسات التقوية و قوة التحمل نعم بالحق هو مكان يحمل عبق التاريخ ويحمل كل المعاني الجميلة التي كانت موجودة في هذا المكان .
لكن كان أجمل الأشياء و أجمل الجوانب المشرقة والعالية والغالية في مدينة فوة هذا المسجد الرائع الذي يحمل كل معاني الأصالة سواء في ما يحمله من أسم أو معني أو وجود أثار عديدة تشهد علي كل العصور بداخله وتسجل أروع الأشياء عبر صفحات التاريخ حيث دخلنا المسجد شعرت فيه بأجلال وحب وقلب خاضع خاشع وهدوء نفسي غير عادي إنه مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي و أقيم هذا المسجد مكان الخلوة التي كان يقيم بها سيدي عبد الرحيم القنائي أثناء زيارته للعالم أبو النجاه سالم .
و تيمنا بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا.
وتميز هذا المسجد أيضا بوجود عدة أعمدة آثرية من قرون وعصور مختلفة .
ويوجد أيضا بها ساعة كبيرة وكانت اهداء من محمد علي للمسجد و كانت هذه من ضمن سبع ساعات جاؤو إليه كهدية من احدي البلاد الأوربية و ما زالت هذه الساعة تعمل إلي هذا اليوم .
وكان هناك تجويف بداخل المسجد في جدار القبلة وكان بالقرب منه باب صغير تحت المنبر مباشرة وقالوا أنه صمم خصيصا للوالي أو الحاكم حيث كان يعتبر باب سري ملاصق لبيته حيث يخرج منه بأمان ليئم المصلين أنذاك .
و كان ما ميز كل هذا عبارة مضيئة قد قرأتها كانت منقوشة داخل المسجد علي احدي جدرانه الا وهي ( أشغل الفكر بكثر الذكر أشغل الإنتظار بكثرة الأستغفار).
( 3)
قد وقفت مندهشة أمام تحفة فنية بحق من كل النواحي سواء في الفن المعماري الهندسي أو في موقع المكان وروعة و أردت الدخول لأري المكان بالداخل و بالفعل قد كان كلما تجولت في أروقة المكان زادت حيرتي ودهشتي من هذا الفن المعماري الرائع حيث أني ظننت أنه من تصميم أحدي المهنسين الأيطاليين وبالفعل سألت من كان معنا من المسؤلين عن المعلومات الآثرية هذا السؤال هل هو تصميم مهندس أيطالي قال لي لا أنه تصميم العامل المصري القديم الذي رغم فقرة و أحتياجاته كان عاشق للفن المعماري و لكل الفنون المتميزة كان روعة ما رأيت بها عدة طوابق و غرف كثيرة و مشربيات في كل مكان حيث شعرت أني أمام فيل سينمائي قديم أو أني في رحلة مع الخيال العلمي كانت سلالم المكان ليست عادية بل من نوع متميز جدا جدا من الأخشاب وكلها سلالم بلا فواصل أو بسطات كما نقول مهما شرحت لا أستطيع وصف هذا المكان ولابد أن تروه علي الطبعية أنه مكان يؤكد علي مكانة هذه المدينة التجارية وليست فقط علي المستوي المحلي بل علي المستوي العالمي .
وتميز هذا المكان أيضا أنه كان الطابق الأول منه يستخدم مجلس للتجار الوطنيين والأجانب و يستخدم كمخازن والطوابق الأخري تستخدم كسكن .
أما النظر إلي النهر من هذا المكان من الأعلي فهو السحر بعينه والروعة حيث كنت أتمني أن يظل هذا المكان واسع الآفاق دون حصار لكل من حوله شعرت أن المكان برغم تاريخة وقيمة و موقعه المتميز كان يريد أن يكون حرا طليقا ليكونا هو والنهر فقط دون سجنه بين البناءات هناك أنه ربع الخطايبة الذي يحمل تاريخ داخل التاريخ
ويحمل كل الجوانب المشرقة .
( 4)
وكان لابد لنا أن ننهي رحلتنا القصيرة الممتعة المتميزة بكل ما فيها بشيء أكثر جمالا وتألق وروعة و كان أخر مطاف رحلتنا بعد كل هذا وبعد أن سرنا بعض الشيء علي ضفاف النهر الذي رأيت فيه كل أسطورات الحب وكأن أيزيس جاءت لتستقبلنا ولتودعنا في آن واحد فنظرت إلي وجهها في مياه النهر وقلت لها لابد لنا من الرحيل ولكن وعدا منا العودة إلي هذه المدينة الساحرة مرة آخري .
وكان اللقاء الذي يحمل كل معاني الود والأحترام والتقدير المتبادل في مقابلة كل من كان متواجد في قصر ثقافة أدب نادي فوة وكانت ختام الرحلة في الكلمات الجميلة أثناء أقامة الندوة الشعرية التي قمنا بها هناك و كان علي المنصة ثلاثة رجال يديرون الندوة بحب ووفاء منقطع النظير .
كان لوجود الشاعر المتميز الأستاذ حمدي علي الدين مشرف النادي تألق غير عادي حيث فضل أن يعطي أدارة الندوة للأستاذ الشاعر الكبير الأستاذ محمد علي عبد العال رئيس رابطة الأدب الحديث (أبوللو ).
وكان يجلس معهم إنسان تميز بطيبة قلبه وتعامله الغاية في الأدب و حب الجميع له الأستاذ نجيب القاضي المسؤول عن الرحلة .
وقد قدم عدد كبير وكوكبة متميزة من الشعراء والأدباء سواء من الجمعيات الثقافية أو من أبناء المكان نفسه كلمات كلها تعلن أن هناك مواهب صغيرة وشابة تريد من يعتني بها و مواهب كبيرة قد وضعت بصمتها الثقافية في العالم الأدبي .
هذه هي رحلتنا و هذا هو الجانب المشرق و شمس الأمل التي دوما تضيء علي وجه أمنا الحبيبة مصر أم الدنيا وأم الحضارات والثقافات وهذه بعض بعض الأمكنة من الجانب المشرق لمحافظة كفر الشيخ . ا
سوسن إسماعيل طنطاوي/ كاتبة صحفية بمجلة النهار المصرية .
عضو رابطة الأدب الحديث ( أبوللو )
عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية لرعاية المواهب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق