قنطرة العقاب
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الرابعة عشر
***************
ونظرت إليه مستفسرا , ولماذا الكذب...فطنت أنه يخطط لشئ ما ولكن لم أستطع التفوه بكلمة
واسترسل
_ ده موريس بيه مدير معرض النور للاجهزة الكهربائية وده مراد بيه مدير مصنع الألومنيوم بتاع الجواهر
قلت
_ أهلا وسهلا
وكأنما أراد أن يلحقني قبل أن أتكلم خشية أن أخطئ في شئ فقال
_ إحنا إتفقنا على صفقتين مع البهوات يوردولنا شغل ب 500000 جنيه على خمس سنين ومنتظرينك علشان تبارك الشغل إنت عارف مش بخلص شغل من غيرك
قلت وقد أيقنت لماذا استدعاني ...أكيد من اجل توقيع الشيكات...ولست أدري لماذا قبض قلبي في هذه المرة وترددت كثيرا بيني وبين نفسي فيإتمام هذه الصفقة واخذت أماطل في الوقت وأفتح أبواب للمناقشة حتي نظر إلي أشرف نظرة عميقة ذات مغزى من فوق نظارته أدركت منها أنه يستغرب مافعلته , ووجدتني مذعنا لتلك النظرة ووقعت الشيكات ثم تذرعت باستعجالي وانصرفت فقد كنت أريد أن أخلو بنفسي , ظللت طوال الطريق مغموم وأشعر بانقباض في قلبي حتى وصلت إلى البيت
فتحت لي زوجتي حيث قد تأخر الوقت وقد نامت أمي وأختي وكانت هي ساهرة تنتظرني
وراعها مارأته من حالي ووجهي المكفهر فقالت
_ مالك ياحسن في إيه شكلك متغير ليه كده
ولم أدري لماذا حكيت لها ولأول مرة ولم أحسب عواقب هذا البوح فقد وجدتها تنهار وتصرخ وتقول
_ ليه حرام عليك ...بتعمل فينا كده ليه ماهي مستورة حرام عليك
ولم أكن أريد أن تعلم أمي شيئا عن هذا الأمر فلم أكن لأتحمل ملامتها ودوت أن أشعر مددت يدي وصفعتها على وجهها
صرخت وزادت في صراخها حتى إستيقظت أمي وجائت هلعة تسأل
_ في إيه ياولاد في إيه كفانا الشر
ولم أدري بماذا أجيب واعتراني الصمت وللعجب أن نادية زوجتي أيضا إلتزمت الصمت ولم تنبت ببنت شفة
ولم تجد أمي بدا من تركنا وهي تدعي لنا بالستر وهدوء الحال
وأسرعت إلى نادية وأنا يعتريني شعور بالندم ليس له مثيل فتلك هي المرة الأولى التي أضربها
وأخذت أريت على ظهرها وأمسح على شعرها وأهدهد فيها حتى أسترضيها , وللحق فلم تطيل علي الأمر فقد إستجابت ولكنها غرقت في دموعها وكأنها تؤنيني وتلومني علي مافعلته
لم تمضى الليلة حتي أرضيتها وكفكفت دموعها وأخذت أشرح لها ما أنا فيه وأنني أحتاج لوقفتها حتي نجتاز مانحن فيه وأن الأمر يحتاج للهدوء والحكمة
بادرني أشرف في صباح اليوم التالي بإخباري بنجاح الصفقة ووصول البضاعة إلى مخزن كان قد إستأجره
وكان المطلوب أن نجد مشتري لأعلى سعر يعرض علينا لنستفيد من أكبر مبلغ في هذه الصفقة
وكان عليّ أن أبحث عن مشتري في قائمة تواصلاتي
المكتظة بها أجندتي
وبالفعل بدأت ولم يستغرق الأمر كثيراً حيث حصلت على تاجر متخصص في تخزين السلع
تم البيع في صباح يوم جديد وقبضت الثمن من التاجر ولكن حدث ماكنت أخشي منه
طلب أشرف أن أذهب إلى المكتب وأعطيه المبلغ ليودعه في المكتب فتعجبت وقلت
_ ليه المكتب ياأشرف ؟ البنك أأمن
قال
_ في شوية ترتيبات سريعة هاعملها مش هاتستحمل وقت البنك وايداع وسحب
قلت
_ترتيبات ايه ماتقولي
قال
_ إنت بتكلمني ليه كده هو إحنا هانخون بعض
قلت
_ مش تخوين لكن اعرف
قال
_ كده الشغل بقى صعب ولازم نقف ونحدد المسئوليات
قلت
_ ليكن مفيش مشكلة
قال
_ أنا مسئول عن التخطيط وإدارة المكتب , وإنت مسئول عن المبيعات والمشتريات والتسويق
قلت له
_ طيب إحنا محتاجين محاسب ينظم دورة رأس المال
قاطعني بلهجة حادة
_ محاسب ايه يادكتور ؟ إحنا حمل محاسبين
قلت
_إذا يجب أن نجد طريقة لترتيب دورة رأس المال وحساب دائن ومدين
ثار أشرف وألقى مابيده على الأرض وخرج منفعلاً
أسقط في يدي وجلست مكاني وقد تعقد الموقف في رأسي #عصام_قابيل
أعجبنيتعليقمشاركةرواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الرابعة عشر
***************
ونظرت إليه مستفسرا , ولماذا الكذب...فطنت أنه يخطط لشئ ما ولكن لم أستطع التفوه بكلمة
واسترسل
_ ده موريس بيه مدير معرض النور للاجهزة الكهربائية وده مراد بيه مدير مصنع الألومنيوم بتاع الجواهر
قلت
_ أهلا وسهلا
وكأنما أراد أن يلحقني قبل أن أتكلم خشية أن أخطئ في شئ فقال
_ إحنا إتفقنا على صفقتين مع البهوات يوردولنا شغل ب 500000 جنيه على خمس سنين ومنتظرينك علشان تبارك الشغل إنت عارف مش بخلص شغل من غيرك
قلت وقد أيقنت لماذا استدعاني ...أكيد من اجل توقيع الشيكات...ولست أدري لماذا قبض قلبي في هذه المرة وترددت كثيرا بيني وبين نفسي فيإتمام هذه الصفقة واخذت أماطل في الوقت وأفتح أبواب للمناقشة حتي نظر إلي أشرف نظرة عميقة ذات مغزى من فوق نظارته أدركت منها أنه يستغرب مافعلته , ووجدتني مذعنا لتلك النظرة ووقعت الشيكات ثم تذرعت باستعجالي وانصرفت فقد كنت أريد أن أخلو بنفسي , ظللت طوال الطريق مغموم وأشعر بانقباض في قلبي حتى وصلت إلى البيت
فتحت لي زوجتي حيث قد تأخر الوقت وقد نامت أمي وأختي وكانت هي ساهرة تنتظرني
وراعها مارأته من حالي ووجهي المكفهر فقالت
_ مالك ياحسن في إيه شكلك متغير ليه كده
ولم أدري لماذا حكيت لها ولأول مرة ولم أحسب عواقب هذا البوح فقد وجدتها تنهار وتصرخ وتقول
_ ليه حرام عليك ...بتعمل فينا كده ليه ماهي مستورة حرام عليك
ولم أكن أريد أن تعلم أمي شيئا عن هذا الأمر فلم أكن لأتحمل ملامتها ودوت أن أشعر مددت يدي وصفعتها على وجهها
صرخت وزادت في صراخها حتى إستيقظت أمي وجائت هلعة تسأل
_ في إيه ياولاد في إيه كفانا الشر
ولم أدري بماذا أجيب واعتراني الصمت وللعجب أن نادية زوجتي أيضا إلتزمت الصمت ولم تنبت ببنت شفة
ولم تجد أمي بدا من تركنا وهي تدعي لنا بالستر وهدوء الحال
وأسرعت إلى نادية وأنا يعتريني شعور بالندم ليس له مثيل فتلك هي المرة الأولى التي أضربها
وأخذت أريت على ظهرها وأمسح على شعرها وأهدهد فيها حتى أسترضيها , وللحق فلم تطيل علي الأمر فقد إستجابت ولكنها غرقت في دموعها وكأنها تؤنيني وتلومني علي مافعلته
لم تمضى الليلة حتي أرضيتها وكفكفت دموعها وأخذت أشرح لها ما أنا فيه وأنني أحتاج لوقفتها حتي نجتاز مانحن فيه وأن الأمر يحتاج للهدوء والحكمة
بادرني أشرف في صباح اليوم التالي بإخباري بنجاح الصفقة ووصول البضاعة إلى مخزن كان قد إستأجره
وكان المطلوب أن نجد مشتري لأعلى سعر يعرض علينا لنستفيد من أكبر مبلغ في هذه الصفقة
وكان عليّ أن أبحث عن مشتري في قائمة تواصلاتي
المكتظة بها أجندتي
وبالفعل بدأت ولم يستغرق الأمر كثيراً حيث حصلت على تاجر متخصص في تخزين السلع
تم البيع في صباح يوم جديد وقبضت الثمن من التاجر ولكن حدث ماكنت أخشي منه
طلب أشرف أن أذهب إلى المكتب وأعطيه المبلغ ليودعه في المكتب فتعجبت وقلت
_ ليه المكتب ياأشرف ؟ البنك أأمن
قال
_ في شوية ترتيبات سريعة هاعملها مش هاتستحمل وقت البنك وايداع وسحب
قلت
_ترتيبات ايه ماتقولي
قال
_ إنت بتكلمني ليه كده هو إحنا هانخون بعض
قلت
_ مش تخوين لكن اعرف
قال
_ كده الشغل بقى صعب ولازم نقف ونحدد المسئوليات
قلت
_ ليكن مفيش مشكلة
قال
_ أنا مسئول عن التخطيط وإدارة المكتب , وإنت مسئول عن المبيعات والمشتريات والتسويق
قلت له
_ طيب إحنا محتاجين محاسب ينظم دورة رأس المال
قاطعني بلهجة حادة
_ محاسب ايه يادكتور ؟ إحنا حمل محاسبين
قلت
_إذا يجب أن نجد طريقة لترتيب دورة رأس المال وحساب دائن ومدين
ثار أشرف وألقى مابيده على الأرض وخرج منفعلاً
أسقط في يدي وجلست مكاني وقد تعقد الموقف في رأسي #عصام_قابيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق